هل اللحوم أم النبات هي الأصل في التغذية؟ الجواب الشافي


بعد الحرب العالمية الثانية أطلقت أكذوبة (أو بروباغندا) اضرار الامتناع عن أكل اللحوم، وتفيد بأن الذين لا يستهلكون اللحوم يعانون من سوء التغذية (نقص في البروتين)، ومن هنا بدأ الناس يستهلكون اللحوم يوميا، ومنذ ذلك الحين أبانت الاحصائيات أن نصف الوفيات المسجلة في العالم الغربي كان سببها الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهذه الأخيرة لا تأتي إلا من اللحوم والشحوم الغنية بالكوليسترول. واللحوم في تلك الحقبة كانت تستهلك مع الأجبان (الدسم الحيواني).


أنواع النظام الغذائي
يمكن تقسيم الأنظمة الغذائية إلى ثلاثة أقسام وهي:
النوع الأول: النظام النباتي الكلي vegan، الذي يشترط أن لا يكون فيه آثار الأطعمة الحيوانية، بما في ذلك الأدوية من الأصل الحيواني (كالأنسولين).
النوع الثاني: النظام النباتي الجزئي Vegetarian ، ينطبق عليه ما قيل في النوع الأول، لكن هذا النظام يسمح باستهلاك بعض المنتجات الحيوانية كالبيض مثلا.

   فالنظام النباتي في الأصل يعتبر نظاما عقديا أصحابه يحرمون اللحوم والمواد الحيوانية، وعلى العموم توجه إلى النظام الغذائي النباتي مجموعة من الانتقادات على أساس:
  • النقص في الفيتامين B12: وهو فيتامين موجود في الأسماك بالدرجة الأولى (الكبيرة الحجم أكثر من الصغيرة) ثم في اللحوم.
  • النقص في البروتين وفي الحديد ونقص الطاقة والفيتامين D.
  • النقص في أحماض Omega 3 .

خلاصة سريعة: النظام الغذائي النباتي يمنع اللحوم.

النوع الثالث: النظام الغذائي اللاحم (المختلط)، يتم فيه أكل اللحم يوميا، وقد يكون ذلك مع النبات.
النوع الرابع: النظام الغذائي المعتدل أو المثالي، يمتاز على الأنظمة السابقة، لكونه لا يحرم أكل اللحوم ما دام الشرع لم يحرمها، كما لا يقوم على استهلاك اللحم يوميا.
فهذا النظام الغذائي المتوازن أصله نباتي، وتناول اللحم فيه يبقى ظرفيا لا أصليا، أي مرة في السنة وفي الأعياد والمناسبات.

لماذا يفضل النظام الرابع؟
لأن أغلب الفيتامينات الموجودة في اللحم ليست من الحاجيات اليومية للجسم، ذلك أن الجسم يحتفظ بها لمدة طويلة، ومن هذه الفيتامينات:
الفيتامين B12 هو الفيتامين الوحيد الذي يخزنه الجسم 5 سنوات تقريبا.
الفيتامين E يخزنه الجسم أربع سنوات تقريبا.
الفيتامين D يخزنه الجسم تقريبا من أربعة إلى خمسة أشهر.

هذه الفيتامين وكل الفيتامينات الذائبة في الدهون تخزن، والفيتامينات المجودة في النبات لا تخزن طويلا، حيث تبقى في الجسم من أسبوع إلى أربعة أسابيع.

   والنظام الأخير يتوافق مع النظام الإسلامي الذي يعتبر قويا، لأنه يعتمد على التغذية النباتية، من النشويات، البقوليات، الخضر، الفواكه، البقول الخضراء، الأوراق الخضراء... ويلاحظ أنه يحتوي على كافة الفيتامينات التي يحتاجها الجسم يوميا :
  • التايمين B1: الموجود في الحبوب النشوية.
  • النايسين B3: الموجود في الحبوب النشوية والبقوليات.
  • البايوتين B5: المجود في البقوليات وجزئيا في النشويات.
  • حمض الفوليك B9: الموجود في الخضر والفواكه والنشويات والبقوليات.
  • البونتيتونيك والبيريدوكسين : B6موجود في الخضر والفواكه والبقوليات وجزئيا في النشويات.
  • أما فيتامين b2 أو الريبوفلافين فهي تنتج في الأمعاء من طرف البكتيريا الصديقة، وهو يوجد في قليل من المواد الغذائية أولها الحليب.
يلاحظ أن الفيتامينات التي يحتاجها الجسم يوميا هي توجد في النبات وفي نفس الوقت لا تخزن، ويتعلق الأمر بجميع فيتامينات B ما عدا فيتامين B12 ومعها الفيتامين C.


   بالرجوع إلى القرآن، نجده يتحدث عن الحب والنبات كأصل في التغذية، حيث يقول الله تعالى في كتابه:
فلينظر‌ الإنسان إلى طعامه ﴿٢٤﴾ أنا صببنا الماء صبا ﴿٢٥﴾ ثم شققنا الأر‌ض شقا ﴿٢٦﴾ فأنبتنا فيها حبا ﴿٢٧﴾ وعنبا وقضبا ﴿٢٨﴾ وزيتونا ونخلا ﴿٢٩﴾ وحدائق غلبا ﴿٣٠﴾ وفاكهة وأبا ﴿٣١﴾ متاعا لكم ولأنعامكم ﴿٣٢﴾  سورة عبس.

الحب تدخل فيه النشويات: من القمح والشعير والذرة والأرز والدخن... والبقوليات: من الحمص والعدس والفاصوليا... والبذرات: حبوب الكتان، الحبة السوداء، حبوب الكزبرة، حبوب الحلبة، حب الرشاد... ويمكن إدخال بعض الفواكه معها: مثل اللوز والجوز حبوب نوار الشمس.


   هناك خزعبلات أخرى أنتجها علم التجهيل تفيد بأن الكوليستيرول مفيد للجسم وضروري بالنسبة له دون تحديد للنوع المقصود، لذلك سنبين بتركيز ما يلي:
  • النوع HDL لا يوجد في الجسم، لأنه يتأكسد، ويتأكسد بالجذور الحرة من المواد المصنعة والمقليات والحلويات التي يستهلكها الناس، ثم إن هذا النوع إذا تأكسد لا يبقى في طبيعته حيث يصبح LDL وهو كوليسترول مخرب.
  • النوع LDL هو الذي يجعل الهوموسيستين تتجمع وتخرب الشرايين في حالة غياب حمض الفوليك و Omega 3 .

ولذلك، تبقى الشحوم الحيوانية (الكوليستيرول والدسم المشبع) هي المواد المخربة للجسم وسنعمق الحديث حولها لاحقا.

وحتى تعم الفائدة، يمكنكم إبداء آراؤكم حول هذا الموضوع في المكان المخصص للتعليق أسفله.

أشــرف لــمـيــن
أشــرف لــمـيــن باحثٌ ومستشارٌ قانوني، متخصِّص في النُّظم القانونية والقضائيّة العربية والمغاربية. يتمتّع بخبرة في تحليل التشريعات والاجتهادات القضائيّة، ويهدف من خلال كتاباته إلى جعل المعرفة القانونية متاحة للجميع، إيماناً منه بأن الوعي بالحقوق هو أساس سيّادة القانون.
[مُتابعة المدوَّنة][عرض المزيد عن المؤلِّف]

إرسال تعليق على: "هل اللحوم أم النبات هي الأصل في التغذية؟ الجواب الشافي"